هذا ما نعرفه عن مصنع الانسولين الجديد في السعودية

هذا ما نعرفه عن مصنع الانسولين الجديد في السعودية
  • آخر تحديث

في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الدوائي وتوطين صناعة الأدوية الحيوية في المملكة العربية السعودية، وضع معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، اليوم حجر الأساس لمصنع الإنسولين التابع لشركة سدير للأدوية في مدينة سدير للصناعة والأعمال.

هذا ما نعرفه عن مصنع الانسولين الجديد في السعودية 

يعد هذا المصنع أحد المبادرات الرائدة في مجال تصنيع علاجات مرض السكري داخل المملكة، ويهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الرعاية الصحية.

أهداف المشروع وتأثيره على القطاع الصحي

تسعى شركة سدير للأدوية من خلال هذا المشروع إلى توطين إنتاج الإنسولين، مما يسهم في تعزيز استمرارية الإمداد وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بتوفير هذا الدواء الحيوي.

يقدر عدد مرضى السكري المحتاجين للإنسولين في المملكة بحوالي 700 ألف مريض، ومن المتوقع أن ينتج المصنع أكثر من 15 مليون قلم إنسولين سنويًا، ما يتيح تغطية احتياجات أكثر من 500 ألف مريض في عامه الأول، أي ما يعادل 70% من إجمالي المرضى المحتاجين لهذا الدواء داخل المملكة.

مساهمة المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي

يأتي إنشاء هذا المصنع في إطار جهود المملكة لتوطين 85% من احتياجات القطاع الصحي الحكومي من الإنسولين، التي تبلغ قيمتها حوالي 1.3 مليار ريال سنويًا.

هذا التوجه يرسخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة المستحضرات الطبية المتقدمة، انطلاق من مدينة سدير للصناعة والأعمال، التي تحتضن العديد من المصانع الدوائية والاستثمارات الكبرى، ضمن خطط المملكة الرامية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الإنتاج المحلي.

الشراكات الاستراتيجية في مجال الأدوية الحيوية

لم يكن توطين الإنسولين ليتحقق دون شراكات استراتيجية مع المنظومة الحكومية، رعتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية في مجال الأدوية.

فقد وقعت اتفاقيات مع شركة "سانوفي" الفرنسية بالتعاون مع شركة سدير للأدوية، بالإضافة إلى تحالف شركة "نوفو نورديسك" مع شركة "لايفيرا" المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.

تُعد هاتان الشركتان من أكبر مزودي الإنسولين في العالم، وتستحوذان على ما يقارب 60% إلى 70% من السوق العالمي، و90% من السوق السعودي، مما يجعل هذه الاتفاقيات محورية في نقل المعرفة وتعزيز الإنتاج المحلي وفق المعايير الدولية.

الأثر الاقتصادي والوظيفي للمشروع

من المتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات النوعية في قطاع الإنسولين في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة المستحضرات الطبية المتقدمة، حيث توفر وظائف إجمالية تقدر بـ500 وظيفة، وناتج محلي إجمالي حوالي 3.6 مليارات ريال بحلول عام 2030.

دور الحكومة في دعم توطين صناعة الأدوية

يذكر أن قرار مجلس الوزراء القاضي بتشكيل لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية برئاسة وزير الصناعة والثروة المعدنية يعد خطوة مهمة نحو توطين صناعة الأدوية وتحقيق الأمن الدوائي والصحي للمملكة.

تستهدف اللجنة تحديد أفضل التقنيات في مجال اللقاحات والأدوية الحيوية التي يتوجب على المملكة الاستثمار فيها بهدف نقل المعرفة وتوطينها، بالإضافة إلى بناء منصات صناعية محلية بمواصفات عالمية لتمكين المملكة من تبوء مكانها الطبيعي كقوة صناعية ومنصة لوجستية للقاحات والأدوية الحيوية في المنطقة والشرق الأوسط ودول العالم الإسلامي.

رؤية المملكة 2030 ودعم قطاع الرعاية الصحية

تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقلالية في المجالات الحيوية، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية.

من خلال هذه المبادرات، تسعى المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأدوية الحيوية، وتطوير القدرات المحلية لتصنيع الأدوية، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار في قطاع الرعاية الصحية.

تطوير الكوادر الوطنية ونقل التكنولوجيا

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في توفير فرص تدريبية للكوادر السعودية، ونقل التكنولوجيا المتقدمة في مجال تصنيع الأدوية الحيوية، مما يدعم تطوير المهارات المحلية ويعزز من تنافسية المملكة في هذا القطاع الحيوي

في الختام، يتوقع أن يكون لمصنع الإنسولين التابع لشركة سدير للأدوية دور محوري في تعزيز الأمن الدوائي في المملكة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتلبية احتياجات مرضى السكري المحليين، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الوطني من خلال توطين صناعة الأدوية الحيوية وتوفير فرص عمل جديدة.