السعودية: تقرير رسمي يكشف حقائق صادمة عن استغلال لبعض المساجد لأعمال منافية للدين والاخلاق

تقرير رسمي يكشف حقائق صادمة عن استغلال لبعض المساجد لأعمال منافية للدين والاخلاق
  • آخر تحديث

تعد المساجد في المملكة العربية السعودية من أبرز المعالم الدينية التي تحظى بعناية خاصة من الدولة، حيث تعمل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بشكل مستمر على الحفاظ على مرافقها وتقديم أفضل الخدمات للمصلين، إلا أن بعض الظواهر السلبية مثل التعدي على كهرباء ومياه المساجد باتت تشكل تهديد واضح لمواردها، مما استدعى تدخل مباشر من الجهات المعنية.

تقرير رسمي يكشف حقائق صادمة عن استغلال لبعض المساجد لأعمال منافية للدين والاخلاق 

فقد سجلت الوزارة خلال عام 2024 أكثر من 1147 حالة تعد على خدمات الكهرباء والمياه الخاصة بالمساجد في مختلف مناطق المملكة، وهو ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الممارسات غير المشروعة وضمان استمرارية الخدمات المقدمة لبيوت الله.

استحداث إدارة متخصصة لحماية مرافق المساجد وتعزيز الرقابة على الخدمات

في إطار سعيها للحفاظ على المساجد ومرافقها، استحدثت وزارة الشؤون الإسلامية إدارة مستقلة متخصصة تحمل اسم "إدارة حماية مرافق المساجد وخدماتها"، والتي تهدف إلى متابعة وضبط أي تجاوزات تتعلق بالكهرباء والمياه والخدمات الأخرى.

تعمل هذه الإدارة على تعزيز إجراءات الرقابة المستمرة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية مقدرات المساجد من أي استغلال غير مشروع، وذلك عبر فرق ميدانية مكثفة وجولات تفتيشية دورية في كافة مناطق المملكة.

تصاعد حالات التعدي على كهرباء ومياه المساجد في المملكة عام 2024

أصدرت إدارة حماية مرافق المساجد وخدماتها تقرير رسمي كشف عن حجم التعديات التي تعرضت لها مرافق المساجد خلال عام 2024، حيث تم رصد 1147 حالة استغلال غير قانوني لخدمات الكهرباء والمياه، وقد توزعت هذه التعديات على النحو التالي:

  • 865 حالة تعدٍّ على خدمات الكهرباء، تضمنت سرقة التيار الكهربائي لاستخدامه في منشآت خاصة.
  • 282 حالة تعدٍّ على خدمات المياه، شملت الاستفادة غير المشروعة من عدادات المياه الخاصة بالمساجد.
  • تمكنت الوزارة من معالجة 1034 حالة حتى الآن، بينما لا تزال بعض القضايا قيد المتابعة لضمان استرداد الحقوق وإيقاف المخالفين.

أشكال التعدي على كهرباء ومياه المساجد وتأثيرها على الموارد العامة

أكد التقرير أن التعديات التي تم رصدها لم تقتصر على استهلاك بسيط، بل تضمنت ممارسات خطيرة تسببت في استنزاف كبير لموارد المساجد، ومن أبرز هذه التجاوزات:

  • استخدام تيار الكهرباء الخاص بالمساجد لتشغيل محطات وقود، وهو ما يشكل انتهاك واضح واستغلال غير قانوني للطاقة المخصصة لبيوت الله.
  • تحويل الكهرباء والمياه لخدمة أملاك خاصة ومزارع ومساجد مهجورة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة والمياه بطريقة غير مبررة، وأثر على الخدمات المقدمة للمساجد الفعالة.
  • تسجيل عدادات الكهرباء والمياه باسم الوزارة في أماكن غير مخصصة لها، وهو ما يزيد من الأعباء المالية ويؤدي إلى هدر الموارد.

رصد 741 عداد كهرباء ومياه مسجلين باسم الوزارة في ممتلكات خاصة واتخاذ إجراءات حازمة

من أخطر التجاوزات التي كشفها التقرير الرسمي للوزارة رصد 741 عداد كهربائي ومائي مسجل باسم وزارة الشؤون الإسلامية في أملاك خاصة ومزارع ومحطات وقود، وهو ما يتطلب إجراءات تصحيحية عاجلة، وقد اتخذت الوزارة التدابير التالية لمعالجة هذه المشكلة:

  • نقل وإزالة 422 عدادًا، ليتم تحميل المستفيدين الفعليين المسؤولية عن استهلاك الكهرباء والمياه بدلاً من تحميلها على ميزانية الدولة.
  • متابعة 319 عدادًا آخر ضمن خطة الوزارة لنقلها أو إزالتها بشكل نهائي، بهدف تصحيح الوضع بالكامل والقضاء على هذه الظاهرة غير القانونية.

استمرار الجولات الرقابية لضبط المخالفين ومنع التعديات المستقبلية على خدمات المساجد

تؤكد وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عزمها على مواصلة جهودها الرقابية من خلال جولات ميدانية مكثفة لرصد أي تجاوزات جديدة والتأكد من التزام الجميع بالقوانين. وتعمل الفرق الميدانية التابعة للوزارة على متابعة عدادات الكهرباء والمياه والتأكد من عدم استغلالها لأغراض شخصية أو تجارية.

كما تسعى الوزارة إلى تعزيز وعي المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على موارد المساجد ومنع أي استغلال غير مشروع لها.

دعوة رسمية للمواطنين والمقيمين للإبلاغ عن المخالفات والمساهمة في حماية مرافق المساجد

في إطار سعيها لمكافحة التعديات على مرافق المساجد، دعت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون معها والإبلاغ عن أي تجاوزات أو استغلال غير قانوني لموارد المساجد، وأتاحت الوزارة عدة وسائل للإبلاغ عن المخالفات، أبرزها:

  • الاتصال بالرقم الموحد (1933)، وهو الخط الساخن المخصص لاستقبال الشكاوى والملاحظات المتعلقة بالتعديات على خدمات المساجد.
  • زيارة فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة لتقديم البلاغات بشكل مباشر والحصول على استشارات بخصوص أي استفسارات تتعلق بهذا الشأن.

دور المجتمع في الحفاظ على قدسية المساجد وحماية مواردها من التعديات

تؤكد الوزارة أن المساجد هي بيوت الله، ويجب أن تكون بعيدة عن أي استغلال شخصي أو تعدٍ على خدماتها.

وتدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية في حماية هذه الأماكن المقدسة، حيث يعد الإبلاغ عن المخالفين ومساندة الجهود الحكومية خطوة مهمة في الحفاظ على المال العام وضمان استمرارية الخدمات الأساسية للمصلين.

كما تسعى الوزارة من خلال حملاتها التوعوية إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد ومنع انتشار مثل هذه الظواهر السلبية مستقبلاً.

إن استمرار هذه الإجراءات الحازمة يعكس حرص المملكة على الحفاظ على قدسية المساجد، وترشيد استهلاك مواردها، وضمان استخدامها بالشكل الصحيح لخدمة المصلين، مما يسهم في تحقيق بيئة عبادة مريحة ونقية تتماشى مع تعاليم الإسلام وقيم المجتمع السعودي.