رسمياً: خطة جديدة لشهر رمضان 2025 - 1446 ستغير كل ما تعود عليه الزوار في باقي أيام السنة

في خطوة تعكس الاهتمام الكبير بتوفير تجربة دينية وروحانية متميزة خلال شهر رمضان المبارك، دشن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الخطة التشغيلية لرئاسة الشؤون الدينية لشهر رمضان، والتي تهدف إلى تقديم خدمات دينية نوعية ومتطورة تضمن للزائرين والمعتمرين تجربة روحانية استثنائية خلال الشهر الفضيل.

خطة جديدة لشهر رمضان 2025 - 1446 ستغير كل ما تعود عليه الزوار في باقي أيام السنة 

وتعتمد الخطة على رؤية شاملة ومحاور استراتيجية تعكس أهمية هذا الشهر المبارك وتعظم من مكانة الحرمين الشريفين كمركز إشعاع ديني وروحي، حيث تركز على استثمار شرف الزمان في رمضان، وتعظيم قدسية البيت الحرام، ومحورية خدمة ضيوف الرحمن، من خلال مجموعة من البرامج النوعية التي تتسم بالجودة والابتكار، لضمان تقديم أفضل الخدمات الدينية وفق أرقى المعايير التشغيلية.

أهداف الخطة التشغيلية: تحقيق التكامل بين الخدمات وتعزيز الأثر الروحي للحرمين

تسعى رئاسة الشؤون الدينية من خلال خطتها التشغيلية إلى تحقيق التناغم والتنسيق بين الجهات المختلفة داخل الحرمين الشريفين، لضمان تقديم تجربة دينية متكاملة تلامس تطلعات القاصدين وتعزز من سكينتهم وخشوعهم أثناء أداء العبادات.

وتشمل الخطة إطلاق برامج توعوية وإرشادية شاملة تعمل على الإجابة عن الاستفسارات الشرعية، وتقديم الخدمات الدينية بأسلوب مرن وسهل، مع توظيف الرقمنة والتقنيات الحديثة وفق أعلى معايير الجودة العالمية، مما يسهم في تحسين تجربة الزوار ويجعلها أكثر سلاسة ويسر.

كما تسعى الخطة إلى تعزيز روحانية الشعائر الدينية، وترسيخ رسالة الحرمين الشريفين كمنارة دينية عالمية، من خلال اعتماد خطاب ديني متزن يجمع بين الأصالة والوسطية والاعتدال، مع الاستفادة من جميع الوسائل الحديثة لضمان وصول رسالة الحرمين الشريفين إلى العالم بأسره.

استثمار التقنية والابتكار في الخدمات الدينية لضمان تجربة متطورة للزوار

تركز الخطة التشغيلية لشهر رمضان على تقديم الخدمات الدينية بطرق مبتكرة وحديثة، حيث يتم الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي لتسهيل تقديم الفتاوى والخدمات الشرعية للمعتمرين والزوار، مع ضمان سرعة الاستجابة لاستفساراتهم من خلال أنظمة إلكترونية حديثة وتطبيقات ذكية تساعدهم في الحصول على المعلومات الفقهية بسهولة ووضوح.

كما يتم تفعيل برامج التوعية الرقمية التي تشمل بث الدروس والمحاضرات عبر المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يسهم في وصول رسالة الحرمين إلى ملايين المسلمين حول العالم، وتعزيز الوعي الديني لدى القاصدين قبل وأثناء زيارتهم.

رؤية متكاملة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030

أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن الخطة التشغيلية تنسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تركز على تحسين تجربة ضيوف الرحمن، وتقديم خدمات دينية متطورة ومبتكرة، تسهم في تسهيل أداء العبادات وضمان راحة القاصدين للحرمين الشريفين.

كما تشمل الخطة إبراز رسالة الحرمين الشريفين كمصدر للهداية والنور، مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة التشغيلية لضمان تقديم تجربة دينية متكاملة تتناسب مع قدسية المكان وعظمة الشهر الفضيل.

تعزيز الإرث الإيماني للحرمين الشريفين وترسيخ مكانتهما العالمية

تركز الخطة التشغيلية أيضًا على تعزيز الإرث الإيماني للحرمين الشريفين من خلال برامج نوعية تهدف إلى إثراء تجربة الزوار دينيًا وثقافيًا، مع تقديم محتوى ديني وإرشادي يتناسب مع مختلف الفئات العمرية والثقافية، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من زيارة الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان.

كما تهدف الخطة إلى تحقيق تكامل مؤسسي بين جميع الأنظمة والخدمات المقدمة، مما يعزز من كفاءة العمل داخل الحرمين، ويسهم في تقديم تجربة أكثر تنظيم وسلاسة للقاصدين، لتظل المملكة العربية السعودية في الريادة الدينية عالميًا، عبر الجمع بين التطور التقني والأصالة الدينية، بما يحقق التوازن بين الحداثة والتمسك بالقيم الإسلامية الراسخة.

دور القيادة الرشيدة في دعم الحرمين وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن

تعكس هذه الخطة التشغيلية الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية من أجل توفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، حيث تواصل المملكة تسخير كل الإمكانات المادية والتقنية والبشرية لضمان راحة زوار الحرمين الشريفين، وتحقيق أعلى مستويات الجودة في الخدمات المقدمة.

ويبرز هذا الاهتمام من خلال تطوير البنية التحتية للحرمين، والاعتماد على أحدث الأنظمة التشغيلية والإدارية، إلى جانب توفير كوادر بشرية مؤهلة قادرة على تقديم خدمات استثنائية تعكس مدى حرص المملكة على خدمة الحرمين الشريفين وراحة القاصدين.

رسالة الحرمين الشريفين: الوسطية والاعتدال نهجٌ ثابت ومنارة للعالم

في إطار هذه الخطة الطموحة، تؤكد رئاسة الشؤون الدينية على أهمية ترسيخ نهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني داخل الحرمين، باعتباره أساس متين لتوجيه المسلمين نحو الفهم الصحيح للإسلام، بعيد عن الغلو والتطرف، مع التركيز على نشر رسائل السلام والتسامح التي يحملها دين الإسلام للعالم أجمع.

وبهذا، تظل المملكة العربية السعودية، من خلال خدماتها المتميزة في الحرمين الشريفين، المركز الأول عالميًا في تقديم تجربة دينية وروحانية متكاملة، حيث تجمع بين أصالة الإرث الإسلامي العريق والتقدم التكنولوجي الحديث، لتبقى الحرمين الشريفين منارة هداية وسلام لكل المسلمين في أنحاء العالم.