الزعاق يوضح أنواع البرد التي يعشقها سكان السعودية ومواعيدها بالهجري والميلادي من كل سنة

يشكل الطقس وتقلباته اهتمام كبير لدى الناس في مختلف أنحاء العالم، حيث يرتبط التغير المناخي بعدة عوامل تؤثر على الحياة اليومية للإنسان، سواء من حيث طبيعة الملابس التي يرتديها، أو الأنشطة التي يمكن ممارستها، أو حتى مدى تأثر المزروعات والمحاصيل الزراعية.

الزعاق يوضح أنواع البرد التي يعشقها سكان السعودية

ومن بين أكثر الظواهر المناخية التي تثير الفضول والتساؤلات هو "البرد"، حيث تختلف أنواعه وأسبابه وفقًا لمصدره وتأثيره الجغرافي.

وفي هذا السياق، أوضح خبير الطقس خالد الزعاق أن هناك نوعين رئيسيين من مصادر البرد، وهما:

برد النسمات: البرد المحلي اللطيف الذي يعشقه الجميع

يعد برد النسمات أحد أشهر أنواع البرودة في المناطق المحلية، حيث يتميز بكونه خفيف ومنعش، ولا يصل إلى مرحلة التأثير القاسي على الإنسان أو البيئة.

وغالبًا ما يظهر هذا النوع من البرد خلال موسم الوسم، وهي الفترة التي تشهد بداية التحولات الجوية من الصيف إلى الشتاء.

ومن اللافت أن البحارة وأهل السواحل يطلقون على هذا النوع من البرد اسم "نسيم البحر"، نظرًا للتيارات الهوائية المعتدلة التي تهب من البحر نحو اليابسة، مما يخلق جو لطيف يشعر به الناس خلال ساعات الصباح الباكر أو في فترات المساء.

أما أهل البادية، فإنهم يسمونه "نسيم البر"، حيث يتأثرون بنسمات الهواء الباردة التي تهب من اليابسة باتجاه المناطق الصحراوية، مما يمنح أجواء معتدلة بعيدًا عن حرارة النهار.

البرد العالمي: تأثير المنخفضات الجوية والمرتفعات على درجات الحرارة القارسة

على عكس برد النسمات الذي يكون محلي وخفيف، فإن هناك نوع آخر من البرد يرتبط بالتغيرات الجوية الكبرى، حيث يكون ناتج عن تأثر المناطق المختلفة بالمنخفضات الجوية والمرتفعات الجوية، وهي الظواهر التي تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد خلال أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير.

هذا النوع من البرد لا يقتصر على منطقة معينة، بل يمتد تأثيره ليشمل مناطق واسعة من العالم، حيث تلعب الكتل الهوائية القادمة من المناطق القطبية والمحيطات دور رئيسي في خفض درجات الحرارة، مما يجعل الشتاء في بعض المناطق أكثر قسوة وقابلية لتساقط الثلوج والصقيع.

مواسم البرد المختلفة في التقويم المناخي السعودي

وفقًا لما ذكره خالد الزعاق، فإن البرد في المملكة العربية السعودية يمر بعدة مراحل متتالية، ولكل مرحلة اسم مميز يعكس طبيعتها ومدى شدتها، حيث تتدرج درجات الحرارة من البرودة المعتدلة إلى القاسية، ومن أبرز هذه المراحل:

• برد الصفري: يعد هذا البرد هو البداية الفعلية لدخول فصل الشتاء، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي، ويصبح الطقس أكثر برودة مع تزايد ساعات الليل البارد، ولذلك يطلق عليه "برد الصفري"، نظرًا لتأثيره الواضح على الأجواء.
• برد لزيرب: بعد مرحلة الصفري، يزداد البرد تدريجي حتى يصل إلى مرحلة أشد قسوة تعرف بـ"برد لزيرب"، حيث يشعر الناس ببرودة أكثر حدة خلال فترات الليل، ويصبح من الصعب الخروج دون ارتداء الملابس الثقيلة.
• برد بياع الخبل عباته: يعتبر هذا النوع من البرد آخر مراحل الشتاء الباردة، ويتميز بأنه خادع، حيث يعتقد البعض أن الشتاء قد انتهى مع ارتفاع درجات الحرارة قليلًا، لكن سرعان ما تعود موجات البرد القاسية بشكل مفاجئ، مما يجعل من يفرط في تخفيف ملابسه يعاني من تأثيرات البرد غير المتوقعة، ولهذا السبب، يطلق عليه العامة "برد بياع الخبل عباته"، في إشارة إلى من يتسرع في التخلي عن عباءته الثقيلة معتقد أن الشتاء قد انتهى، ليفاجأ بعد ذلك بعودة البرد بشكل أكثر قسوة.