الكشف عن المؤسس الحقيقي لمطاعم البيك في السعودية وجنسيته الأصلية

الكشف عن المؤسس الحقيقي لمطاعم البيك
  • آخر تحديث

تعد سلسلة مطاعم البيك اليوم واحدة من العلامات التجارية البارزة في عالم الوجبات السريعة، حيث أصبحت تحتل المركز السادس عالميا كأكبر سلسلة مطاعم خارج الولايات المتحدة.

الكشف عن المؤسس الحقيقي لمطاعم البيك 

خلف هذا النجاح اللافت تكمن حكاية طويلة بدأت بفكرة بسيطة، لكنها تحولت إلى قصة نجاح ملهمة تجمع بين التحديات والإنجازات، لتصل إلى ما هي عليه اليوم.

البداية المتواضعة لفكرة عظيمة

كانت البداية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حينما قرر شكور أبو غزالة، رجل الأعمال الفلسطيني الأصل، الذي يحمل الجنسية السعودية، أن يحقق حلمه بإنشاء مطعم يقدم وجبات صحية وسريعة بأسعار معقولة.

استهدف أبو غزالة العمال والطلاب الذين لا يملكون الوقت لتحضير الطعام في المنزل، فقام بتحويل مستودع صغير في حي الشرفية إلى مطعم صغير أطلق عليه اسم "بروست".

كان بذلك أول من جلب طريقة إعداد الدجاج المقلي إلى المملكة، وهي فكرة جديدة لم تكن معروفة في ذلك الوقت.

التحديات الأولى والصعوبات التي واجهها المشروع

لم يكن الطريق نحو النجاح مفروش بالورود، واجه شكور أبو غزالة العديد من التحديات منذ البداية، كان أبرزها صعوبة إيجاد موقع مناسب لمطعمه الصغير، إضافة إلى عدم تقبل الناس لفكرة الدجاج المقلي.

كان المطعم يعاني من ضعف الإقبال، ما اضطر أبو غزالة للقيام بكل المهام بنفسه، بدء من إعداد الطعام إلى تنظيف المكان.

ومع ذلك، لم يستسلم بل استمر في العمل، واضعًا نصب عينيه هدف النجاح رغم كل العقبات.

لكن القدر كان له رأي آخر. فقد أصيب شكور أبو غزالة بمرض السرطان، ورحل عن عالمنا تارك خلفه مشروع ناشئ وولدين صغيرين، رامي وإحسان، اللذين كان عليهما مواجهة الواقع الصعب بعد وفاة والدهما.

الإصرار على استكمال المسيرة رغم الصعوبات

تلقى رامي وإحسان خبر وفاة والدهما بصدمة كبيرة، وكان التحدي الحقيقي أمامهما هو الحفاظ على حلم أبيهما من الانهيار.

لم يكن الأمر سهلًا، خاصة بعد أن أرسلت شركة "بروست" الفرنسية إخطارًا بإنهاء العقد معهم، مما وضعهم أمام خيارين: إما الاستسلام أو النهوض مجددًا.

قرر إحسان، الأخ الأكبر، أن يخوض غمار عالم المطاعم لاكتساب الخبرة اللازمة، فسافر إلى باريس، حيث قضى أربع سنوات في البحث عن أفضل الوصفات لتطوير مذاق الدجاج المقلي.

وفي الوقت ذاته، أكمل رامي دراسته ثم انضم إلى أخيه للعمل على تطوير المشروع.

سنوات الكفاح والتحديات الصعبة

كانت تلك السنوات مليئة بالتحديات، حيث اضطر الشقيقان للعمل بأنفسهما في المطعم، والقيام بجميع المهام من الطهي إلى خدمة العملاء وتنظيف المكان.

لم يكن هدفهما فقط البقاء في السوق، بل التميز والتفوق على المنافسين الذين دخلوا السوق بمنتجات أقل جودة.

التحول إلى "البيك" وتغيير مسار النجاح

مع ازدياد المنافسة، قرر الأخوان اتخاذ خطوة جريئة من خلال تغيير اسم المطعم إلى "البيك"، وهي كلمة مستوحاة من الفخامة والرقي، ليبدأ فصل جديد في رحلتهما.

ركزا على جودة الطعام وتطوير وصفات مميزة للدجاج المقلي، مع الحرص على أن تكون الأسعار في متناول الجميع، وهي استراتيجية جعلت من البيك وجهة مفضلة لجميع الفئات العمرية.

أسرار النجاح والتميز الذي قاد البيك إلى العالمية

لم يكن النجاح الذي حققه البيك وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عوامل متعددة، أهمها جودة الطعام، والخدمة المميزة، والأسعار المناسبة.

بالإضافة إلى ذلك، كان للأخوان إحسان ورامي رؤية واضحة بضرورة التفاعل مع المجتمع ورد الجميل له، حيث خصصا جزء من الأرباح للأعمال الخيرية.

أصبح البيك نموذجًا يحتذى به في عالم ريادة الأعمال، وواحدة من قصص النجاح الملهمة.

ولم يقتصر دور البيك على تقديم وجبات شهية فحسب، بل أسهم في خلق فرص عمل لآلاف الأشخاص، كما أصبح رمزًا للجودة والابتكار في قطاع الوجبات السريعة.

التوسع والانتشار في المملكة وخارجها

بفضل الاستراتيجية الناجحة التي اتبعها الأخوان، توسعت سلسلة مطاعم البيك لتصل إلى أكثر من 120 فرعًا في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، كما افتتحت فروع في دول أخرى.

هذا التوسع عزز من مكانة البيك كواحدة من أكبر سلاسل المطاعم في المنطقة، محققة حلم الوالد الراحل بأن يكون مشروعه علامة تجارية ذات صيت عالمي.

قصة كفاح تلهم الجميع

قصة البيك ليست مجرد حكاية عن مطعم يقدم وجبات سريعة، بل هي قصة كفاح وصمود وإصرار على النجاح رغم كل العقبات.

تعلمنا هذه القصة أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يتطلب عمل دؤوب وتفاني وصبر.

إنها قصة عن الحلم الذي بدأ من مستودع صغير في جدة، لينمو ويزدهر ويصبح واحد من أهم معالم المملكة في عالم الوجبات السريعة، مما يلهم رواد الأعمال حول العالم لتحقيق أحلامهم مهما كانت الصعوبات.