بعد زيادته عالمياً: قفزة كبيرة في سعر جرام الذهب عيار 21 -24 في السعودية ليسجل هذا الرقم التاريخي

في ظل التوترات الاقتصادية العالمية والمخاوف من التضخم الذي يهدد استقرار الأسواق، شهدت أسعار الذهب اليوم قفزة ملحوظة وغير مسبوقة، حيث تخطى سعر الأوقية حاجز الـ 2900 دولار لأول مرة في تاريخه.

قفزة كبيرة في سعر جرام الذهب عيار 21 -24 في السعودية

هذا الارتفاع يأتي في وقت حساس للعالم، ويعكس تأثر الأسواق بالتغيرات الاقتصادية التي تعيشها العديد من الدول.

ورغم التحديات الاقتصادية الراهنة، فإن الذهب ظل يحتفظ بمكانته كأداة تحوط أساسية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إليه بشكل أكبر.

في هذا التقرير، نستعرض العوامل التي أسهمت في ارتفاع أسعار الذهب وتفاصيل الأسعار محلياً في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

الارتفاع القياسي في أسعار الذهب يعود إلى مجموعة من العوامل التي أثرت بشكل كبير على الأسواق العالمية.

في مقدمة هذه العوامل يأتي التضخم المتزايد، والذي أصبح يشكل هاجس حقيقي للعديد من الاقتصادات الكبرى.

إن التضخم يساهم في زيادة الأسعار بشكل عام ويؤثر على القوة الشرائية للعملات الوطنية، مما يجعل الذهب واحد من أفضل الخيارات للتحوط ضد تلك التقلبات.

إضافة إلى ذلك، تستمر البنوك المركزية في اتباع سياسات نقدية مشددة من خلال رفع أسعار الفائدة، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن استثمارات أكثر أمانًا، حيث يعد الذهب من أهم هذه الاستثمارات في فترات عدم اليقين الاقتصادي.

كما أن المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي قد دفعت العديد من المستثمرين إلى اتخاذ الذهب كأداة آمنة في مواجهة الأزمات المالية المحتملة.

في الوقت نفسه، شهدت قيمة الدولار الأمريكي انخفاض ملحوظ في الفترة الأخيرة، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.

كما أن الطلب المتزايد من قبل البنوك المركزية، لا سيما في الأسواق الناشئة، ساعد أيضًا في دفع أسعار المعدن النفيس إلى مستويات جديدة.

أسعار الذهب في السعودية ليوم 11 فبراير 2025: قفزة محلية تواكب التوجه العالمي

لم تكن أسعار الذهب العالمية فقط هي التي شهدت ارتفاعًا، بل انعكس هذا الارتفاع على الأسعار المحلية في المملكة العربية السعودية أيضًا.

حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في المملكة 307.02 ريال سعودي، وهو رقم غير مسبوق في السوق السعودي.

كذلك، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى زيادات ملحوظة، مما يعكس اتساع نطاق الارتفاعات التي تشهدها الأسواق العالمية.

على سبيل المثال، سجل جرام الذهب عيار 24 في السعودية 350.88 ريال سعودي، في حين وصل سعر جرام الذهب عيار 22 إلى 321.64 ريال سعودي.

أما جرام الذهب عيار 18 فقد سجل 263.16 ريال سعودي، مما يعكس أيضًا زيادة ملحوظة في أسعار الذهب بمختلف عياراته.

أما بالنسبة للأونصة، فقد سجلت أسعار البيع 10,913.70 ريال سعودي، بينما سجلت أسعار الشراء 10,917.45 ريال سعودي.

ارتفاع المعادن النفيسة الأخرى: الفضة والبلاتين والبلاديوم تشهد قفزات كبيرة

لم يكن الذهب وحده من شهد هذا الارتفاع الملحوظ في الأسعار، بل إن المعادن النفيسة الأخرى كانت أيضًا في مقدمة الرابحين في هذا السياق.

على رأس هذه المعادن جاءت الفضة، التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل سعر الأوقية إلى 32.05 دولار.

كما شهد البلاتين أيضًا زيادة بنسبة 1.5% ليصل إلى 990.74 دولار للأوقية. أما البلاديوم، فقد سجل هو الآخر زيادة قوية بنسبة 2.1% ليصل سعره إلى 985.40 دولار للأوقية.

هذه الزيادات في الأسعار تعكس التحركات المستمرة في أسواق المعادن النفيسة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب: هل سيستمر المعدن الأصفر في الارتفاع؟

بناء على المعطيات الحالية، يتوقع العديد من المحللين أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع على المدى القريب، خاصة في ظل استمرار المخاوف من التضخم وغياب اليقين في الاقتصاد العالمي.

التوترات الاقتصادية والمالية، خاصة في الأسواق الناشئة، تجعل الذهب في صدارة الخيارات الاستثمارية بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

من المحتمل أن تظل البنوك المركزية في موقف محرج بين رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم ودعم الاقتصادات الهشة، ما سيؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.

في حال حدوث تحسن في الاقتصاد العالمي أو ظهور بيانات اقتصادية إيجابية، قد يحدث تباطؤ في وتيرة ارتفاع أسعار الذهب.

ولكن، على المدى الطويل، يبدو أن الذهب سيظل الخيار المفضل للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية المستمرة.

في الختام، تظل أسعار الذهب على رأس أولويات المستثمرين في فترات الأزمات الاقتصادية، حيث يعكس المعدن الأصفر قيمة لا تتأثر بالظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة.