لن تندم لو زرت هذا المكان في القصيم الذي يزوره الملايين سنوياً من داخل وخارج المملكة

يعد "بيت البسام التراثي" واحد من أبرز المعالم السياحية والثقافية في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، حيث يجسد روعة العمارة النجدية القديمة ويعكس تقاليد الأجداد التي لا تزال محفورة في ذاكرة المكان.

لن تندم لو زرت هذا المكان في القصيم الذي يزوره الملايين سنوياً

يقع هذا البيت العريق بالقرب من البوابة الغربية لمدينة عنيزة، وهو شاهد على دقة التصاميم التراثية وبراعة الحرفيين المحليين في استخدام المواد الطبيعية مثل الحجارة القوية في الأساسات، والخشب في الأسقف والأبواب والنوافذ، مما يمنحه طابع أصيل يميزه عن بقية المعالم التراثية في المنطقة.

أقسام بيت البسام: تصميم يعكس روح الحياة النجدية

ينقسم بيت البسام إلى عدة أقسام رئيسية، كل منها يحمل طابع خاص يعبر عن أنماط الحياة التقليدية في الماضي.

فهناك قسم مخصص لاستقبال الضيوف الرجال، ويتميز بكونه مجلسًا فسيحًا مصممًا بطريقة تجمع بين البساطة والأناقة النجدية.

أما القسم العائلي فهو مصمم ليكون أكثر دفئ وخصوصية، حيث يضم جلسات مريحة تجمع أفراد الأسرة في أجواء حميمية.

بالإضافة إلى ذلك، يضم البيت ساحة مكشوفة تتميز بجمالها التقليدي، فضلا عن قاعة مخصصة لتناول الطعام تعكس روح الضيافة النجدية العريقة.

كما توجد حظائر لتربية الحيوانات، مما يعكس أسلوب الحياة الريفي القديم الذي كان يعتمد على الزراعة وتربية الماشية.

ترميم وتحويل بيت البسام إلى مركز ثقافي نابض بالحياة

شهد بيت البسام في السنوات الأخيرة عمليات ترميم واسعة للحفاظ على أصالته وإعادة إحيائه كوجهة سياحية وتراثية بارزة، حيث أصبح مفتوح للزوار الذين يتوافدون عليه من داخل المملكة وخارجها لاستكشاف جمال العمارة النجدية والتعرف على العادات والتقاليد القديمة لسكان المنطقة.

ما يميز هذا المعلم هو طاقم الموظفين الشباب من أبناء وبنات الوطن الذين يستقبلون الزوار بكل حفاوة ويقدمون لهم شرح وافي عن تاريخ البيت وأهم معالمه، مما يخلق تجربة غنية بالمعلومات والذكريات.

رحلة عبر الزمن: قاعات البيت التي تروي حكايات الماضي

يحتوي بيت البسام على 14 قاعة متنوعة، كل منها مخصص لغرض معين يعكس جانبًا من تاريخ وتراث القصيم وعنيزة، فمن خلال زيارة قاعة التاريخ، يمكن للزوار التعرف على الحقب الزمنية التي مرت بها المدينة، بينما تستعرض قاعة المعروضات مجموعة رائعة من القطع الأثرية والأعمال الحرفية القديمة التي كانت تُستخدم في الحياة اليومية.

كما توجد قاعة مخصصة لمواقع التراث العالمي في المملكة العربية السعودية، تسلط الضوء على الأماكن التاريخية الهامة المعترف بها دوليًا.

ولمحبي الضيافة، هناك مجلس مخصص للقهوة السعودية حيث يمكن للزوار تجربة القهوة التقليدية بأجوائها الأصيلة، في حين تركز قاعة أخرى على النخيل وأهميته في الثقافة السعودية.

أما الأطفال، فقد خصصت لهم قاعة تفاعلية مليئة بالأنشطة الترفيهية والتعليمية لضمان استمتاعهم بالتجربة.

فعاليات ثقافية وتراثية تعيد إحياء الماضي

لا تقتصر زيارة بيت البسام على استكشاف المبنى فقط، بل يمكن للزوار المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام بانتظام داخل البيت، حيث يتم تنظيم معارض للحرف التقليدية مثل النقش على الخشب وصناعة السلال والجلود والحلي اليدوية، وهي فرصة رائعة للتعرف على مهارات الحرفيين المحليين.

كما تعقد ورش عمل تفاعلية تتيح للزوار تعلم بعض الحرف اليدوية التراثية بأنفسهم، مما يضفي على الزيارة طابع تعليمي ممتع.

احتفالات موسمية ومهرجانات تراثية تُعيد البهجة للزوار

يستضيف بيت البسام العديد من الفعاليات الموسمية التي تتزامن مع المناسبات الوطنية والدينية، حيث تقام عروض فنية للموسيقى الشعبية المحلية، وندوات ثقافية تناقش تاريخ المنطقة وتراثها العريق.

كما يتم تنظيم حفلات فلكلورية تستعرض الفنون التقليدية من القصيم، مما يوفر للزوار تجربة فريدة تجمع بين التعلم والاستمتاع.

مقهى تراثي في قلب بيت البسام: استراحة بطابع أصيل

بعد جولة ممتعة داخل البيت، يمكن للزوار الاسترخاء في المقهى التراثي الذي يقع في فناء البيت، حيث تقدم المشروبات الساخنة والوجبات الخفيفة وسط أجواء تنقل الزائر إلى حقبة زمنية قديمة مليئة بالبساطة والجمال.

لماذا يجب زيارة بيت البسام؟

بيت البسام ليس مجرد مبنى تاريخي، بل هو بوابة مفتوحة على ماضي نجد العريق، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين التاريخ والثقافة والفنون، بالإضافة إلى التفاعل المباشر مع العادات والتقاليد التي شكلت هوية المنطقة على مدار القرون.

إن كنت تبحث عن رحلة عبر الزمن تأخذك إلى قلب التراث النجدي، فإن بيت البسام هو المكان المثالي لك.